لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مكانة خاصة فى قلوب المصريين.. مواقفه الكريمة فى مساندة الشعب المصرى لا جدال أو نقاش فيها.. يشهد التاريخ بأن المملكة كانت أول من دعم مصر بعد ثورة 25 يناير من خلال برنامج اقتصادى متكامل قيمته ما يقارب 5 مليارات دولار.. الأمر نفسه فعلته المملكة بقيادتها الرشيدة بعد 3 يوليو، لكنها لم تكتف هذه المرة بالدعم المادى الذى سارعت بتقديمه مع كل من الإمارات والكويت، وبحزمة مالية بلغت 12 مليار دولار، كان للمملكة فيها النصيب الأكبر بـ5 مليارات دولار.. بل قدمت للحكومة الانتقالية الجديدة ما هو أهم من الدعم المادى فى هذه الظروف الاستثنائية فى تاريخ الدول والشعوب، وهو الدعم السياسى، والاعتراف بشرعية الحكم والادارة المصرية الجديدة، وإعلانها الصريح والواضح مساندة الشعب المصرى فى تقرير مصيره.
ومع تصاعد التوتر فى مصر بعد إصرار جماعة الاخوان ومناصريها على الصدام مع أجهزة الدولة والشعب والدخول فى مواجهة لاستعادة عرش المعزول حتى النفس الأخير، ومع بعض المواقف الغربية الأمريكية والأوربية المفضوحة والمنحازة لصالح جماعة اعتبرها علماء بالأزهر مرتدة رسميا عن الدين الإسلامى، انتفضت المملكة حصن العروبة والاسلام ليجدد جلالة الملك دعمه غير المحدود لمصر حكومة وشعبا، وتأكيده على رفض التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية لمصر، مطالبا من وصفهم "بالشرفاء وأهل العلم والفكر والوعى فى الأمتين العربية والإسلامية بأن يقفوا وقفة رجل واحد وقلب واحد فى وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها فى تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة".
وعلى الرغم من حملات التشويه التى تعرضت لها المملكة طوال الأعوام التى تلت ثورة 25 يناير 2011، والاتهامات التى ألصقت بها دون دليل حول مساندة نظام الرئيس السابق مبارك، وعدم وقوفها إلى جانب الشعب المصرى فى أزمته الاقتصادية، وهو أمر يجافى الحقيقة والواقع.. لم تتأثر علاقات المملكة يوما بالشعب المصرى طوال هذه السنوات، وبقيت تراهن على علاقات تاريخية طويلة وممتدة عبر الزمن، علاقة صنعها عظماء فى الدولتين، ومواقف وأحداث مرت هنا وهناك أكدت جميعها أن علاقة الدولتين هى رمانة الميزان لأمن وأمان المنطقة العربية برمتها.
يعرف التاريخ الرجال بمواقفهم.. ولا ينسى المصريون يوما من وقف إلى جوارهم. . ولجلالة الملك رصيدا طيبا فى قلوب المصريين يرتفع يوما عن يوم. . وحتى تكون الصورة كاملة فإن معالى السفير السعودى بالقاهرة أحمد قطان دورا فاعلا فى تدعيم أواصر هذه العلاقات، والحفاظ عليها من كل مغرض أو منتفع لا يريد لها البقاء والاستمرار، فلم يقف السفير يوما أمام هؤلاء المغرضين. . تجاوز صغائرهم، مدركا أن ما بين البلدين كبير، وكبير جدا، بما يستحق من الطرفين المصرى والسعودى التجاوز عن بعض الصغائر هنا وهناك، ومواصلة السير إلى الأمام.. تحية واجبة للمملكة.. قيادة وشعبا.
0 التعليقات:
اكتب رأيك
Tell us what you're thinking... !