جانب من المؤتمر "أخبار مصر" |
في زيارة هي الأولى له منذ توليه حقيبة الخارجية المصرية، اتجه إلى الخرطوم وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي الاثنين، في وقت مهم بالنسبة للبلدين.
سبقت الزيارة تكهنات بشأن القضايا محل البحث والحوار، بعد أن راجت تقارير الأسبوع الماضي عن عزم القاهرة طرد سفير السودان، بعد سماح الحكومة السودانية لمظاهرات حاشدة الجمعة تدين السلطات المصرية في الأحداث الجارية في مصر، وظهور إسلاميين يتبعون لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في هذه المظاهرات.
كما اتهمت القاهرة - ضمنيا - الخرطوم بدعم الجماعات الإسلامية ومدها بالسلاح، لكن السودان قال إن هناك جهات لم يسمها تحاول الزج به في الصراع الدائر في مصر، معلنا أنه "ليس طرفا في الصراع ولا يقف مع أي من الأطراف المتصارعة".
وجدد حزب المؤتمر على لسان عمر باسان المتحدث باسم القطاع السياسي، وصف ما يجري في مصر بأنه "شأن داخلي"، وقال: "لن ننجر وراء بعض ممن يحرصون على تعكير العلاقة بين الشعبين الشقيقين"، داعيا القوى السياسية المصرية إلى "تجنيب البلاد حالة من عدم الاستقرار، وإعلاء صوت العقل والحكمة وعدم الانجرار وراء العنف".
وقال فهمي للصحفيين في الخرطوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني علي كرتي، إن السودان يمثل الامتداد الطبيعي والعمق الاستراتيجي لمصر على مر التاريخ، معربا عن أمله أن يتفهم السودان الشقيق للتطورات والأحداث التي تشهدها مصر حاليا، وأن مصر تتطلع للتعاون الإيجابي لتحقيق مصلحة شعبي وادي النيل في مختلف المجالات.
وقال وزير الخارجية المصري، إنه "ناقش مع الوزير السوداني القضايا المرتبطة بالعلاقات السياسية والاقتصادية والوضع الإفريقي وملف مياه النيل والمعابر والحدود، والطريق البرية بين الجانبين وغيرها من المجالات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
وتوقع فهمي أن يلعب السودان دورا فاعلا في مسألة تجميد عضوية مصر في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي خلال المرحلة المقبلة، واستعادة الأمور إلى نصابها الصحيح خاصة بعد القرار الخاطئ والمتسرع للاتحاد الإفريقي في هذا الشأن.
وقال الوزير إن مصر "لم ولن تخرج من إفريقيا، وإن القرار المتخذ من مجلس السلم والأمن الإفريقي جاء دون دراسة متروية للموقف المصري، وعلى خلفية تاريخية دون النظر لطبيعة الجيش المصري الذي يتدخل فقط لصالح شعبه"، مؤكدا أن مصر رفضت هذا القرار ونتوقع من الاتحاد الإفريقي أن "يصحح هذا الخطأ الذي لا يؤثر فقط على مصالح مصر لكن على المصالح الإفريقية كذلك".
ومن جانبه، قال كرتي إن المباحثات مع نظيره المصري تناولت كيفية الخروج من الأزمة الحالية بالحوار والتوافق بين مختلف القوى السياسية، إضافة إلى قضية المياه والأمن على الحدود بين البلدين وفتح المعابر، والحوار مع الاتحاد الإفريقي لتجاوز قضية تعليق عضوية مصر.
وأوضح أن السودان "يعتبر ما يجرى في مصر شأنا داخليا يخص المصريين ويجب أن يكون الحل مصريا"، وقال: " ندعم الشعب المصري للوصول إلى تحقيق وحفظ الأمن والسلام والتوافق".
وأعرب كرتي عن أمله أن تخرج مصر من تلك الأزمة بأسرع وقت بالتوافق والحوار، مشيرا إلى جهود القاهرة في مسألة تسوية النزاعات في إقليم دارفور، وتشاورها مع السودان في هذا الشأن وصولا لحلول للأزمات التي تواجهه، مضيفا: "لم يكن السودان يرى أن هذا تدخلا من مصر في الشأن الداخلي".
0 التعليقات:
اكتب رأيك
Tell us what you're thinking... !